ملايين الملايين من البشر : عاشوا فوق هذه الأرض لفترة من الزمان وماتوا ...
وكلهم كانت لهم ( حياتهم ) الخاصة بهم ..
وكلهم سيتم عرضهم على الله تعالى يوم الموقف ..
وأنت ...
ماذا فعلت في حياتك ؟؟؟..
أو بمعنى آخر :
هل تساوي حياتك فعلا : ثمن بقائها ؟؟؟...
لن أخبرك بأن المطلوب منك أن تكون عالما فذا !!!.. ولا صِديقا من الصديقين !!!.. ولا مجاهدا من زمرة المجاهدين !!!!.. ولن أطالبك حتى بالشهادة !!!!..
فكل أولئك المذكورين : قد علت نفوسهم وهمتهم .. وأدركوا ما عند ربهم من خير : فباعوا الدنيا بالآخرة ..
ولكني سأخبرك بأن المطلوب منك :
هو الحد الأدنى للفوز في الآخرة .. وهو أيضا الحد الأدنى للهرب من فريق ( الخاسرين ) ..
ألا وهو :
( نفسك ) و( زوجتك وأولادك ) ....
يقول الله تعالى في سورة الزمر – 15 :
" قل إن الخاسرين الذين : خسروا أنفسهم .. وأهليهم : يوم القيامة .. ألا ذلك هو الخسران المبين " !!!..
أي أن الله تعالى لم يطالبك أيها الإنسان ( العادي ) بأن تكون مثلا كأبي بكر أو عمر رضي الله عنهما .. ولكن عليك فقط ( كحد أدنى ) أن تلتمس لـ ( نفسك ) طريق النجاة .. أنت ومن هم تحتيدك وتحت إمرتك : ( زوجتك وأولادك ) ...
فهل أنت كذلك ؟؟؟...
هل تصرف أوقاتك حقا فيما ينفعك بعد الممات يوم العرض ؟؟؟...
هل تذهب صحتك ويذهب مالك فيما يفيدك فعلا ؟؟؟...
هل أنت حريص على تعلم دينك ؟؟؟..
أم أن حياتك لا تساوي ثمن بقائها ؟؟؟؟...
في يوم من الأيام : عطش ولدي الصغير ( وعمره عامين ) : عطشا شديدا ..
وكنا في نزهة في أحد الحدائق العامة .. فتناولت كوبا ( بلاستيكيا ) .. ثم صببت فيه بعض الماء : ورججته لأغسل منه أثر ( الشاي ) السابق .. ثم كببته على العشب .. ثم صببت فيه الماء لولدي ليشرب .. فرأيته وقد أتى بفعل عجيب !!!.. إذ أنه ( وبرغم عطشه الشديد ) : قام برج الكوب كما فعلت أنا بالضبط .. ثم أفرغه على العشب كما رآني فعلت أمامه !!!!..
فصببت له ثانية وقلت له ( اشرب ) .. ولكن : فاقت رغبته في ( التقليد ) مرة ثانية ( عطشه ) !!.. فكرر نفس الفعل مرة أخرى !!!!..
فيا سبحان الله ...
ما قصصته لكم الآن هو : شيء مُشاهد .. وواقع ملموس مع كل من رزقه الله تعالى بأطفال .. وهي رغبتهم الكبيرة في ( التقليد ) و( المحاكاة ) منذ الصغر ... والسؤال الآن :
ما الذي أخذه ( أولادك ) الصغار عنك في ( التقليد ) و( المحاكاة ) ؟؟؟...
أجب بنفسك .. وشارك ( زوجتك ) نفس السؤال بالنسبة لبناتكم الصغار ...
وأرجو وضع الآية السابقة نصب أعينكم دوما ..