"من أحب الله ، فليحب النبي ، ومن أحب النبي فليتبع سنته ، الكثيرون منا الآن يزعمون حبهم للنبي ولكن هل يحبونه بالفعل " هكذا بدأت الدكتورة عبلة الكحلاوى حلقة جديدة من برنامجها "فى حب المصطفى " والتى اختارت ان تتحدث خلالها عن اليقين الذي لا يلين، مشيرة الى ان شخص الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تعلق بالسماء فأصبح كل دقائق حياته وفق ما جاءه من أمر السماء أذاب مشيئته في مشيئة خالقه لما جاء له الأمر {يا أيها المدثر قم فأنذر} فسمع هاتفا السماء في قلبه يقول قم فقام بلغ، فبلغ.
فمنذ اللحظة الأولى واجههم بجوهر الرسالة قال لهم :أيها الناس إني رسول الله إليكم لتعبدوه ولا تشركوا به شيئا، واوضحت الدكتورة عبلة أن الذين يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم ويحبونه اتبعوه بنفس الصورة بنفس المواجهة، أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه اندفع بهذا الحب وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولاقى ما لاقى ، أيضا أبو ذر الغفاري عندما دخل الإيمان قلبه توجه للكعبة وفي أكبر مجلس لقريش في الكعبة، وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولاقى ما لاقى، بعده نفس الشيء عبد الله بن مسعود البسيط العبد الفقير البسيط تحدى كبريائهم جميعا، وقال لهم أجمل وأحلى كلمات رائعة: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} بصوت عبد الله بن مسعود هكذا اتبعوه أحبابه.
واضافت: حضرة الحبيب المصطفى بمجرد ما أعلن هذا وبدأت قريش تحاربه كان خير مثال لمنفذ الدعوة التى تلقاها من ربه بمعنى اننا لابد ان نكون مؤمنين بما نقوم به ومنفذين له حتى نكون القدوة التى يجب اتباعها كما كان رسولنا الكريم.
فقد لاقى الحبيب الكثير من الاذى وقذفوه بالرماح لكنه لم يحد، ويكفينا موقفه صلوات الله عليه عندما جاءه مرسال من عمه أبو طالب يقول له: (يا بني إن قومك حدثوني في أمرك يا بني دع هذا وأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني ما لا أطيق)، كان طبيعي الرد المنتظر من إنسان خجول مهذب يعني لا يقطع رحما، ويدرك معنى الوفاء، كان يقول خلاص يا عمي ، ولكن لانه على يقين برغم كل ما يراه من عذاب قال
والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما حدت عن هذا الأمر أو أقتل دونه)، قوة يقين صلابة ومن بعدها بدأ التحدي وجاء لقريش نوع من الجنان، وخصوصا لما دخل الإسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب، وخصوصا لما بدأ الإسلام ينتشر بين القبائل، وقرروا يستخدموا أعنف سلاح هم مارسوا كل أنواع الإيذاء.
عمار بن ياسر وأمه سمية عانوا ما عانوا وكانوا دائما راضين وشاعرين أنهم بيأدوا مهمة عظيمة ، الصبر كما علمهم الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم، وبدأ أقوى وأعنف سلاح وهو سلاح المقاطعة، اجتمعت قريش وكتبوا هذا الكلام وصدقوه إنهم يقاطعوا تماما، بني عبد المطلب، وطبعا أبو طالب لا يتزاوجوا منهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم نهائيا.
وحاصروهم في الشعب ثلاث سنين اتمنع عنهم الأكل والشرب، مات اللي مات كانوا يأكلوا ورق الشجر لحد الجلد كانوا يأكلوه، مات أطفال كتير مرض من مرض، وأخطر أمر حصل، مرض السيدة خديجة رضي الله عنها ومرض عمه أبو طالب نتيجة هذا الحصار.
كان رد الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو يمزق من أجل السيدة خديجة، أنه لم يلن ولم يغير ولم يبدل لدرجة أنهم هم أحسوا بالخزي وهم كعرب، مفروض لهم مواثيق شرف حسوا بالخزي بما عملوه ففكوا الحصار لكن ترك أثره على الحبيبة الغالية.
فكانت النتيجة وفاتها بعد مرض عضال وبعدها عمه أبو طالب، وسمى هذا العام عام الحزن، يا حبيبي يا رسول الله عانى كثيراً لكنه كان عنده يقين برسالته .